ضحكُه تبسّماً ، وإفهامُه تعلّماً (٥) ، مذكّر الغافل ، معلَّمَ الجاهل ، لا يؤذي من يؤذيه (٦) ، ولا يخوضُ فيما لا يعنيه ، ولا يَشمَتُ بمصيبة ، ولا يذكُرُ أحداً بغيبة ، بريئاً من المحرّمات ، واقفاً عند الشبهات (٧) ، كثيرَ العطاء ، قليلَ الأذى ، عوناً للغريب ، وأباً لليتيم ، بُشرهُ في وجهه وحُزنُه في قلبه (٨) ، مستبشراً بفقره (٩) ، أحلى من الشهد ، وأصلدَ من الصّلد (١٠) ، لا يكشفُ سرّاً ، ولا يهتكُ ستراً ، لطيفَ الحركات ، حُلوَ المشاهدة ، كثيرَ العبادة ، حَسَنَ الوقار ، ليَّنَ الجانب (١١) ، طويلَ الصمت ، حليماً إذا جُهل عليه ، صبوراً على مَن أساء إليه ، يُجلّ الكبير ، ويرحمُ الصغير ، أميناً على الأمانات ، بعيداً من الخيانات ، إلفُه التُقى ،
______________________________________________________
عزيزاً عند الناس.
(٥) أي يكون تفهيمه للناس بوجه التعلّم ، لا التعنّت والإلقاء في المشقّة.
(٦) بل يصفح عنه ، ويتجاوز عن مقابلته بالأذيّة.
(٧) فلا يرتكب حتّى الشبهات ، بل يقف دونها لأنّ في الشبهات عتاب ، وقد توقع الشخص في المحرّمات.
(٨) فهو وإن كان حزين القلب في الباطن لكنّه متبسّم الوجه في الظاهر.
(٩) أي فقر المال الذي هو شعار الصالحين لا فقر الدين ، فيستبشر ويفرح بهذا الفقر ، لأنّ مرارة الدنيا حلاوة الآخرة.
(١٠) الحجرُ الصَّلد بسكون اللام هو الحجر الصلب الأملس ، والمؤمن أصلب من الحجر الصلب في إيمانه ، لا يداخل قلبه ريب ولا شكّ ولا جزع ، بل يكون صبوراً عند الهزاهز وواثقاً بدينه عند الشدائد.
(١١) فالمؤمن يكون لَيِّنَ العريكة غير فظّ ولا غليظ.