وأبغضنا أهلَ البيت وأبغضَ من والاك ونصرَك واختارَك وبذلَ مهجتَه ومالَه فينا.
يا علي ، إقرأهم منّي السَلام من لم أرَ منهم ولم يَرَني ، وأعْلِمهُم إنّهم إخواني الذين أشتاقُ إليهم ، فليُلقُوا علمي إلى مَن يبلغ القرونَ من بَعدي وليتمسّكوا بحبلِ اللّه وليعتصمُوا بهِ وليجتهدُوا في العمل فإنّا لا نخرجُهم من هُدى إلى ضلالة وأخبِرهُم إنّ اللّهَ عزّوجلّ عنهم راض ، وإنّه يُباهي بهم ملائكتَه وينظرُ إليهم في كلِّ جمعة برحمتِه ويأمرُ الملائكةَ أنْ تستغفَر لهم.
يا علي ، لا ترغبْ عن نصرةِ قوم يَبلُغُهم أو يَسمعون إنّي اُحبّك فأحبّوك لحبّي إيّاك ودانوا للّه عزّوجلّ بذلك ، وأعطَوك صفوَ المودّةِ في قلوبهم ، وإختاروك على الآباءِ والإخوةِ والأولادِ ، وسلكوا طريقَك ، وقد حُملوا على المكارِه فينا فأبَوا إلاّ نصرَنا وبذل المُهَج (١٨) فينا مع الأذى وسوءِ القولِ وما يقاسُونه من مَضاضَةِ ذاك ، فكُنْ بهم رحيماً واقنَعْ بهِم ، فإنّ اللّهَ عزّوجلّ اختارَهم بعلمِه لنا من بينِ الخَلق ، وخَلَقَهم من طينتِنا واستودَعهم سرَّنا ، وألزَمَ قلوبَهم معرفةَ حقِّنا وشَرَح صدورَهم ، وجعلَهُم مستمسكين بحبلِنا لا يُؤْثرون علينا مَن خالَفنا مع ما يزولُ من الدنيا عنهم ، أيَّدهَم اللّهُ وسلك بهم طريقَ الهُدى فاعتَصَموا به ، فالناسُ في غُمّةِ الضّلال (١٩) متحيّرونَ في الأهواء عَموا عن الحجّةِ ...
______________________________________________________
(١٨) المُهَج جمع المهجة وهو دم القلب والروح.
(١٩) الغُمّة هي الحيرة ، أي في حيرة الضلال.