وكذلك في الإنجيل ، فسَلْ أهلَ الإنجيلِ وأهلَ الكتابِ عن ( إليا ) يخبروك مع عِلمكَ بالتوراةِ والإنجيل وما أعطاك اللّهُ عزّوجلّ من علمِ الكتاب ، وإنّ أهلَ الإنجيل ليتعاظمون ( إليا ) وما يعرفونَه وما يعرفون شيعتَه وإنّما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.
يا علي ، إنّ أصحابَك ذكرُهم في السماء أكبرُ وأعظمُ من ذِكْر أهلِ الأرضِ لهم بالخير ، فلْيفَرحُوا بذلك وليزدادُوا اجتهاداً.
يا علي ، إنّ أرواحَ شيعتِك لتصعدُ إلى السماءِ في رُقادِهم (١٥) ووفاتِهم فتنظُرُ الملائكةُ إليها كما ينظرُ الناس إلى الهلال شوقاً إليهم ، ولِما يَرون من منزلتِهم عندَ اللّهِ عزّوجلّ.
يا علي ، قُلْ لأصحابِك العارفين بك يتنزّهُون عن الأعمالِ التي يُقارفُها عدوُّهم ، فما من يوم وليلة إلاّ ورحمةٌ من اللّهِ تباركَ وتعالى تغشاهُم فلْيجتنبُوا الدَّنَس (١٦).
يا علي ، اشتدّ غضبُ اللّهِ عزّوجلّ على من قَلاهُم (١٧) وبَرأَ منك ومنهم واستبدل بكَ وبهم ومالَ إلى عدوِّك وتركَكَ وشيعتَك ، واختار الضّلالَ ونَصَب الحربَ لك ولشيعتِك ...
______________________________________________________
(١٥) أي عند نومهم ، فالرُقاد بضمّ الراء هو النوم.
(١٦) الدَّنَس بفتح الدال والنون في الأصل هو الوسخ ، ويُطلق على الأفعال الخبيثة .. يقال : دنَّس الرجل عِرضَه إذا فعل ما يشينه.
(١٧) من القَلْى بمعنى البغض ، أي أبغضهم ، أي اشتدّ غضب الله عزّوجلّ على من أبغض أصحابك العارفين بك.