يا علي ، أنتَ وشيعتُك على الحوضِ تَسقُون من أحببتم وتَمنعون من كرهتُم ، وأنتم الآمنون يومَ الفَزَع الأكبر في ظلِّ العرش ، يفزعُ الناسُ ولا تفزعون ، ويحزنُ الناسُ ولا تحزنون ، فيكم نَزلت هذه الآية ( إنّ الذينَ سَبَقتْ لهمُ منّا الحُسنى اُولئكَ عنها مُبعدُونَ ) (١٢) وفيكم نَزلت ( لا يحزُنُهُم الفزعُ الأكبرُ وتَتلقّاهُمُ المَلائكةُ هذا يَومُكُمُ الذّي كُنتُم تُوعَدُون ) (١٣).
يا علي ، أنت وشيعتُك تُطلبون في الموقفِ وأنتم في الجِنان تَتنعّمون.
يا علي ، إنّ الملائكةَ والخُزّان (١٤) يشتاقُون إليكم ، وإنّ حملةَ العرِش والملائكةَ المقرّبين ليخصّونكم بالدعاء ويسألون اللّهَ لمحبّيكم ويفرحُون بمن قَدِمَ عليهم منكم كما يفرحُ الأهلُ بالغائبِ القادم بعد طُولِ الغَيبة.
يا علي ، شيعتُك الذين يخافُون اللّهَ في السِرِّ ، وينصحونَه في العلانية.
يا علي ، شيعتُك الذين يتنافسونَ في الدّرجاتِ لأنّهم يلقَون اللّهَ عزّوجلّ وما عليهم من ذنب.
يا علي ، أعمالُ شيعتِك ستُعرضُ عَليّ في كلِّ جُمعة ، فأفَرحُ بصالحِ ما يبلغُني من أعمالِهم واستغفرُ لسيّئاتِهم.
يا علي ، ذكرُك في التَوراةِ وذكرُ شيعتك قبل أن يُخلَقُوا بكُلّ خير ،
______________________________________________________
(١٢) سورة الأنبياء ، الآية ١٠١.
(١٣) سورة الأنبياء ، الآية ١٠٣
(١٤) أي خُزّان الجنّة ، جمع خازن وهو الذي يتولّى الحفظ.