..................................................................................
______________________________________________________
عبده ، يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال : « لا إذا كان على بطنها سُلب الإيمان منه ، فإذا قام ردَّ عليه ... » (١).
وفسّره العلاّمة المجلسي بذهاب الإيمان الكامل .. فإذا زنى فارقه روح الإيمان ، وإذا فرغ من العمل فإن تاب عاد إليه الروح كاملا (٢).
وبهذا تعرف أنّ الزاني يستحقّ بعمله النار ، بل يستحقّ بخروجه عن الإيمان الخلود ، لكن بما أنّه يعود إليه الإيمان بعد التوبة ، جمعاً بين أدلّة خلود الزاني في النار ، وبين أدلّة لا يخلد في النار إلاّ أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك (٣) .. لابدّ من حمل أدلّة خلود الزاني على صورة كونه مستحلا للزنا.
والقرينة عليه حديث عبدالله بن سنان ، قال سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت ، هل يخرجه ذلك من الإسلام ، وإنْ عُذِّب كان عذابه كعذاب المشركين ، أم له مدَّة وإنقطاع؟ فقال : « من إرتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنّها حلال أخرجه ذلك من الإسلام وعُذِّبَ أشدَّ العذاب ، وإن كان معترفاً أنّه أذنب ومات عليه أخرجه من الإيمان ولم يخرجه من الإسلام ، وكان عذابه أهون من عذاب الأوَّل » (٤).
فيكون الزاني المستحلّ لمعصيته كافراً مخلّداً في النار ..
وهكذا الأمر في بعض المعاصي الاُخرى المحكوم عليها بالكفر وعدم الإسلام
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ، ح ١٣.
٢ ـ مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٦.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٣٥١ ، باب ٢٧ ، الأحاديث.
٤ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٨٥ ، ح ٢٣.