استبصر ورجع إلى مذهب الشيعة ، فالحمل عليه غير بعيد (١) ، ويحتمل غيره.
قلت : لكن الموجود في بعض نسخ الوسائل وغيره «العباسي» بالموحدة والمهملة ، وعليه فالمراد بعض العباسيين أو بعض فقهائهم (٢).
وعن أمير المؤمنين روحي له الفداء عليه آلاف التحية والثناء أنه بلغه أن أناسا ينزعون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال عليهالسلام : «هي آية من كتاب الله أنساهم إياها الشيطان» (٣).
وفي «العيون» بالإسناد إنه قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : أخبرنا عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أهي من فاتحة الكتاب؟ فقال : «نعم ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقرؤها ويعدّها آية» (٤).
وعن الصادق عليهالسلام : «ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها ، وهي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٥)».
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة المستفيضة المعتضدة بالشهرة العظيمة بل بإجماع الطائفة المحقة.
ومن هنا يظهر أن ما دل على خلافه كصحيحة محمد بن مسلم عن الصادق عليهالسلام في الرجل يكون إماما فيستفتح الحمد ولا يقرء (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
__________________
(١) الحمل عليه بعيد جدا لأنه كان معاصر للكليني ، وتوفي على ما في معجم المؤلفين : ج ١٢ / ٣٠ سنة (٣٢٠) ه ، ولعله لم يولد في عصر الإمام الجواد عليهالسلام.
(٢) الظاهر أنه هشام بن إبراهيم العباسي الذي قالوا في ترجمته : إنه كان مؤمنا في أول أمره وصار زنديقا في آخره ، راجع : معجم رجال الحديث ، رقم ١٥٣٨٨.
(٣) تفسير العياشي : ج ١ / ٢١ ، ح ١٢.
(٤) عيون الأخبار : ص ١٨١ ، وعنه الوسائل : ج ٢ / ٧٤٧ ، ح ١٠.
(٥) مستدرك الوسائل : ج ٤ / ١٦٦ ، عن تفسير العياشي : ج ١ / ٢١.