لكن في «طيبة النشر» عن ابن عامر ، وأبي عمرو ، ويعقوب (١) ، وورش من طريق الأزرق (٢) الأوجه الثلاثة وهي : السكت ، والوصل ، والبسملة.
لكن اختار أصحاب الوصل في (ويلين) وفي (لا أقسمين) السكت ، وأصحاب السكت في الاربعة البسملة ، لكن الحقّ ما سمعت أوّلا فلا داعي للتعرض لنقل كلامهم إلّا الإفصاح عن فساد مرامهم.
نعم ، بقي الإشكال في الفصل بين (الضحى) و (ألم نشرح) وكذا بين (الفيل) و (لإيلاف) بالبسملة وعدمها ، حيث إنّك قد سمعت أن الأوليين سورة واحدة كالأخريين ، ففي «مجمع البيان» عن أبي بن كعب أنه لم يفصل بينهما بالبسملة في مصحفه.
وقال الشيخ في «الاستبصار» أن هاتين السورتين سورة واحدة عند آل محمد صلى الله عليهم أجمعين ، وينبغي أن يقرئهما موضعا واحدا ، ولا يفصل بينهما (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في الفرائض (٣).
وفي «الفقه الرضوي» عنه عليهالسلام قال :
«ولا تقرأ في صلاة الفريضة (والضحى) ، و (ألم نشرح) ، و (ألم تر كيف) ، و (لإيلاف) ، لأنه روي أن (والضحى) و (ألم نشرح) سورة واحدة ، وكذا (ألم تر كيف) ، و (لإيلاف) سورة واحدة ، إلى أن قال : فإذا أردت قراءة بعض هذه السور فاقرأ : (والضحى) و (ألم نشرح) ولا تفصل بينهما ، وكذلك (ألم تر كيف)
__________________
(١) هو يعقوب بن إسحاق الحضرمي القاري البصري المتوفى (٢٠٥) ه.
(٢) هو أبو يعقوب الأزرق يوسف بن عمرو المدني المصري ، لزم ورشا مدة طويلة ، مات حدود سنة (٢٤٠) ه.
(٣) الاستبصار : ج ١ / ٣١٧ ، في ذيل الحديث الرابع.