إلى غير ذلك من فحاوي الآيات والأخبار.
ومن هنا يظهر أنّ من أسخف الآراء وأضعف الأهواء مقالة قوم يزعمون أنّ أفضلية الولاية على النبوة تقتضي أفضلية الوليّ على النبي مطلقا ، ثم فرّعوا على ذلك كون مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام هو ولي الله وحامل الولاية المطلقة أفضل من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو حامل النبوة المطلقة لأنه قد ظهر بالنبوة ، وعليّ بالولاية ، والظاهر بالولاية أفضل من الظاهر بالنبوة ، بل ربما أيّده بعضهم بالحديث القدسي خطابا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لولاك لمّا خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك» (١).
فإنه كما يقتضي شرافة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على من دونه من الأفلاك وغيره كذلك يقتضي شرافة أمير المؤمنين عليهالسلام عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ الأصل والظاهر جعل النسبتين من نوع واحد في الشرف والكرامة.
وبقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا علي! أنت مني بمنزلة الرأس من الجسد» (٢).
ولا شك أن الرأس أشرف من الجسد.
وبقوله : «يا علي! أنت نفسي التي بين جنبي» (٣).
ومن البيّن أنّ النفس أشرف من البدن ، وبما ظهر من أمير المؤمنين عليهالسلام من المعجزات وخوارق العادات وغرائب الخطب والمراسلات ، وسائر الأطوار والعجائب ممّا لم يظهر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى ادّعت جماعة فيه الربوبيّة دون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخطّأ آخرون جبرئيل في نزوله على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنهم يقولون : إنه
__________________
الأنوار ، والغدير وغيرهما.
(١) جنّة العاصمة.
(٢) مشارق أنوار اليقين للبرسي عن سلمان وأبي ذر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ص ١٦١ وفيه : «أنت مني بمنزلة الروح والجسد» ، وفي البحار : ج ١٩ / ٨٢ : «أنت مني بمنزلة السمع والبصر والرأس من الجسد».
(٣) في المشارق : ص ١٦١ «أنت روحي التي بين جنبي».