كان مأمورا بالنزول على أمير المؤمنين عليهالسلام.
إلى غير ذلك من الشبهات التي قد غطّت على بصائر معرفتهم ، ومدارك علومهم ، فضلّوا وأضلّوا كثيرا ، وضلّوا عن سواء السبيل.
لكن لا يخفى على المتأمل ضعف هذه الوجوه.
أما الأول : وهو تفضيل الولاية على النبوّة فلما سمعت من أنه كذلك إذا اعتبرنا هما في مرتبة واحدة كما إذا اعتبرت نبوة نبي بالنسبة إلى ولايته ، وأما بالنسبة إلى شخصين فلا يمكن الحكم بترجيح الولاية مطلقا ، إذ لكل منهما عرض عريض يعبّر كلّ مرتبة من إحداهما مع سابقة الأخرى ولاحقتها فكيف يحكم بالترجيح على الإطلاق ، سيما في مثل النبي ووصيه الذي هو بمنزلة حسنة من حسناته ، وهو المستمدّ بفضل نوره المتشعشع بشعاع ظهوره ولذا سمي بالبشر الثاني نظرا إلى أولية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
نعم ، يظهر من بعض الأعلام (١) أنّ الترجيح في المقام إنما هو باعتبار الكميّة لا الكيفية فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم له مقامان : مقام النبوة والولاية ، وهو جامع المرتبتين بخلاف الولي فإن له الولاية خاصة دون النبوة ، فالجامع بين الأفضل وغيره أشرف من المتفرد بواحد وإن كان أفضل ، فالنبي باعتبار الجامعية أفضل من الولي.
قال : «وإلى هذا المعنى يشير قول أمير المؤمنين عليهالسلام : «أنا أصغر من ربي بسنتين» (٢) ، والمراد من الرب هو المربي ، وهو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) هو السيد كاظم بن قاسم الحسيني الجيلاني الرشتي ، كان من تلامذة الشيخ أحمد الأحسائي ، توفي سنة ١٢٥٩ ، ولا يخفى أن نقل هذا الكلام كان قبل ظهور انحراف المنقول عنه للناقل ، لأن مقامه أجل من أن ينقل ممن ظهر انحرافه ويعبر عنه ببعض الأعلام ، وإن كان ضعّف كلامه وردّ عليه كما سيأتي.
(٢) لم أظفر على مصدر له ، قال النراقي في مشكلات العلوم : ص ٢٠ : روي عن عليّ عليهالسلام أنه