والسنة : المرتبة ، يعني هو جامع المرتبتين ، وأنا عندي مرتبة واحدة ، فهو أكبر بتينك المرتبتين وهاتان المرتبتان صارتا سببا لكونه أصغر من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمرتبة فله صلىاللهعليهوآلهوسلم الجامعية بخلافه عليهالسلام.
لا كما يزعمون من أنّ الرب هو الله والمرتبتان هي الألوهية والنبوة (١).
فإن هذا الكلام باطل وقول مجتث ذابل ، لأن ذات الله لا تنسب ولا توصف ، ولا بينه وبين غيره نسبة واتصال». انتهى كلامه ملخصا.
وفيه ضعف ظاهر لأن قضيّة ما سمعت من الأخبار وفحاوي كلمات علمائنا الأخيار ، إنما هو أفضلية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرتبة الولاية أيضا من حيث الإحاطة والتصرف وسبق الخلقة وشدة التوجه والاتصال كما مر الخبر في سبق خلقته بثمانين ألف سنة وإنّ مقام النبي مقام القدرة ومقام وصيه صلىاللهعليهوآلهوسلم مقام العظمية.
بل هذا القائل ذكر في موضع آخر : إن جلال القدرة التي هي الولاية الحقيقية إنما هي للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لكنها قد ظهرت في أمير المؤمنين عليهالسلام كما ظهرت الكواكب المدبرات والبروج والمنازل وساير المبادي في الكرسي دون العرش مع أنه أعظم وأقوى والكرسي حينئذ طائف حول جلال القدرة في عالم الظهور ، ولأن الفيوضات الواردة في العالم المنتشرة في أقطار الكرسي كلها من الكرسي وكان الكرسي لا يستمد إلا من العرش.
فمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام نسبتهما في العالم الباطن نسبة العرش والكرسي ،
__________________
قال : «انا أصغر من ربي بسنتين» ثم احتمل له معنيين أولهما بعيد جدا ، وسأنقل كلامه إن شاء الله تعالى.
(١) لعل مراده من الزاعم هو المرحوم المهدي النراقي المتوفى (١٢٠٩) ه ، فإنه بعد ما نقل الحديث في «مشكلات العلوم» : ص ٢٠ ، وفسر السنة بالمرتبة قال : المراد من الرب إما ربه الحقيقي وهو الله سبحانه فالمراد أن جميع مراتب كمالات الوجود المطلق حاصلة لي سوى مرتبتين وهما : مرتبة الالوهيّة ووجوب الوجود ، ومرتبة النبوة ... إلخ.