وعليّ هو الهادي الى الله والى رسوله ، (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١).
ولقد قلت :
فالأمر متّحد والاسم مختلف |
|
والنكر مفترق والعرف مؤتلف |
لوحدة الحقّ أهل الحقّ متّحد |
|
لكثرة الغيّ أهل الغيّ مختلف |
فمستقيم الحدود واحد أبدا |
|
ولا تكثّر إلّا حين ينحرف |
بأنّ هذا صراطي مفردا وكذا |
|
بالنهي عن سبل التفريق ينكشف |
وهذا إشارة الى قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (٢) ، فإنّه أمر باتّباع الصراط الذي هو السبيل كما أشار إليه أخيرا بصورة الإفراد ، ونهى عن متابعة السبل الّتي يستلزم تكثّرها البطلان وعدم الإصابة.
ولذا ورد أنّه لمّا نزلت نكت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيده خطّا مستقيما ثم نكت من طرفيه خطوطا كثيرة يلزمها من الاتصال بالأوّل الاعوجاج المستلزم للانحراف وعدم الإصابة وبعد المسافة ، ولذا قيل : أقصر الخطوط الخطّ المستقيم ، وعرفوه بأنه أقصر الخطوط الواصلة بين الطرفين.
ثم انّ الهداية لها اعتبارات وأقدار في عالم الأنوار والاكدار بحسب الأطوار والأدوار والأكوار :
__________________
قال : وأمّا قوله : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) إنّك لتأمر بولاية على وتدعو إليها وهو على صراط مستقيم.
وفي المصدر : وهو الصراط المستقيم.
(١) يوسف : ١٠٨.
(٢) الأنعام : ١٥٣.