اى يفعل بهم فعل الماكر ، والمخادع ، والمستهزء على حدّ قوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (١) المنساق لمجرّد المشاكلة على أحد الوجوه ، أو باعتبارات ما يعود جزاء عليهم هو بعينه نفس أعمالهم الملازمة الغير المنفكّة عنهم ، للزومها لهم لزوم الظلّ للشاخص ، ولذا قال سبحانه : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (٢) و (ما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٣) (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) (٤).
ولذا قيل بتجوهر الأعمال وتجسّم العقائد والإرادات والأحوال يوم القيمة مستشهدا له ببعض الظواهر كقوله : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) (٥) ، (وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) (٦) ، و (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) (٧).
بل روى الشيخ الأمجد عن مولينا الصادق عليهالسلام ما معناه إنّه سمع رجلا من محبيه يقول : اللهم أدخلنا الجنّة فقال عليهالسلام إنّكم في الجنّة ولكن اسألوا الله أن لا يخرجكم منها إنّ الجنّة هي ولايتنا وهي تأويل قوله : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ) (٨).
وذكر في موضع آخر انّهم عليهمالسلام صرّحوا بانّ النار موجودة في الدنيا في أهلها ويوم القيمة أهلها فيها إلى غير ذلك من الظواهر والشواهد العقليّة الّتي ستسمع
__________________
(١) الشورى : ٤٠.
(٢) فاطر : ٤٣.
(٣) آل عمران : ١١٧.
(٤) الفتح : ١٠.
(٥) التوبة : ٤٩.
(٦) الإنفطار : ١٦.
(٧) النساء : ١٠.
(٨) هود : ١٠٨.