أنت وأمّى يا رسول الله علّمنيها ، قال فعلّمه الحمد لله امّ الكتاب ، ثمّ قال يا جابر ألا أخبرك عنها؟ قال : بلى بأبى أنت وأمّى فاخبرني قال هي شفاء من كلّ داء إلّا السّام ، والسّام الموت (١).
وعن سلمة بن محرز عن الصّادق عليهالسلام قال : من لم يبرئه الحمد لم يبرئه شيء (٢).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انّ الله عزوجل قال لي : يا محمّد (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٣) فأفرد الامتنان علىّ بفاتحة الكتاب ، وجعلها نظير (٤) القرآن وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وانّ الله تعالى خصّ محمّدا وشرفه بها ، ولم يشرك فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان على نبيّنا وآله وعليهالسلام فانّه أعطاه (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ألا ترى يحكى عن بلقيس حين قالت (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٥).
ألا فمن قرأها متعمّدا بموالاة محمّد صلىاللهعليهوآله منقادا لأمرها مؤمنا بظاهرها وباطنها أعطاه الله عزوجل بكلّ حرف منها حسنة كلّ واحد منها أفضل له من الدّنيا بما فيها من أصناف أموالها وخزائنها ، ومن استمع إلى قارئ يقرءها كان له قدر ثلث ما للقارىء ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرّض له فإنّه غنيمة لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة (٦).
__________________
(١) مجمع البيان ج ١ ص ١٧.
(٢) نفس المصدر.
(٣) الحجر : ٨٧.
(٤) في مجمع البيان : وجعلها بإزاء القرآن.
(٥) النمل : ٢٩.
(٦) مجمع البيان ج ١ ص ١٨.