١ ـ لو اننا التفتنا الى ما حولنا في الغرفة التي نعيش فيها ولاحظنا السجاد والمدفأة ، والكرسي ، والمروحة وغيرها فهل يمكن ان نعتبرها ناشئة بفعل الصدفة ، أو لابد ان نذعن بان لكل واحد منها صانعاً مختصاً بصنعه.
اجل ان العقل يقضي في جميع هذه الحالات والموارد بوجود صانع حكیم ، فاعل ، عاقل ، ويرفض رفضاً قاطعاً نسبة وجود هذه الاشياء الى الصدفة والاتفاق.
فاذا تبين ذلك واعترفنا به فلنرى مع أي واحد من الصنفين تتناسب ظاهرة هذا الكون؟؟ هل يناسب أن نعتبره من فعل الصدفة؟
وبعبارة أخرى هل هو أشبه بالحوادث والظواهر التي تنشأ في ظروف الصدفة ، أي دونماروية وتدبیر ودخالة العقل والقصد ، أم أنه من قبيل الحوادث والوقائع التي تنشأ نتيجة العقل والتفكير والروية والتدبير ، ويكون للحكمة والقصد دخالة وتأثير في وجودها وظهورها؟
أن الوقوف على الإجابة الصحيحة على هذا السؤال يستدعي منا النظر الفاحص في العالم المحيط بنا ، والوقوف على نماذج من النظام السائد في مختلف ارجاء هذا الكون ابتداءاً من الفلك والنجوم ومروراً بالأرض والجماد والنبات والحيوان والانسان ، وانتهاءاً بالذرة وهذا هو ما سنفعله فيما يلي ونترك القارئ حراً في تطبيق أحد هذين الوصفين على الكون ، والاخبار بان هذا الكون هل هو من فعل الصدفة أم من صنع فاعل حكیم؟
وبعبارة ثانية : اننا قد بينا الميزان الثابت والمعقول والمنطقي لتشخيص ما هو نتيجة الصدفة وما هو من صنع العقل المدبّر ، وعرفنا أن كل شيء ساد فيه النظام بمعنى الترابط أو التلاؤم والهدفية فهو مصنوع فاعل عاقل ، وما ساد فيه الهرج والمرج وعدم الترابط والتلاؤم والهدفية فهو نتيجة الصدفة العمياء ،