ثم ان هناك جهات أخرى نذكرها بايجاز لنعرف كيف أن العقيدة تتصل بصميم الحياة البشرية.
* * *
٦ ـ التكامل في جميع الحقول رهن الاعتقاد بالله
لم يزل الانسان منذ أن جاء الى هذه الحياة ينشد الكمال ويسعى اليه بخطى حثيثة ، ويبحث عنه في كل زمان ومكان.
ان میل الانسان نحو الكمال یكاد یكون امراً مسلماً به ومتفقاً عليه عند الجميع بل ذهب البعض الى تعميمه على بقية الأحياء انما الاختلاف هو في تعيين الطريق الموصل إلى الكمال المطلوب ، فلابد من معرفة هذا الطريق.
اننا اليوم أمام نهجين يجب أن نرى أيهما يبعث على الكمال ويهدي اليه بغض النظر عن صحته وعدمها. والمذهبان هما :
١ / المنهج المادي (الالحادي) الذي يرجع الكون الى الصدفة ، وينكر وجود عالم آخر ينتظر الإنسان ، وينكر أية هدفية لهذه الحياة.
٢ / المنهج الديني الذي يرى ـ بأن للعالم خالقاً حكيماً ابدعه لحكمة وانشأه لهدف وأن هناك حياة أخرى عليه أن يهيئ نفسه لها عن طريق التربية ، وانه لم يخلق سدی ، وان حياته مستمرة بعد الموت ، فلا صدفة ولا عبثية ولا فوضى ولا ضياع ، بل رقابة وحساب ، وثواب او عقاب ، وجنة او نار ، سعادة ابدية أو شقاء دائم في العالم الاخر.
ترى أيهما يدعو الى التحرك ويسوق الانسان نحو الكمال اللائق به الأول أم الثاني؟ الا يستحق هذا الأمر أن يدفعنا إلى البحث في هذين المذهبين لمعرفة الحقيقة؟