انه لاشك أن الرؤية الدينية هي التي تقود نحو الكمال ، وحينئذ ألا يجدر بنا أن نبحث عنها ، ونتدارسها ، لنصل الى الكمال خلقيا كان أم فكريا أم اجتماعيا؟
وفي الختام نذكر القارئ بأن هناك جهة سابعة توجب البحث في قضايا العقيدة وهي أن المعرفة التي يدعيها المادي عن هذا الكون معرفة ناقصة لانه يرى الكون وكأنه مصنف قدیم سقطت أوراقه الاولى والاخيرة ، فهو لا يدري من خلق الكون كما لا يعرف شيئاً عن مصيره ، ولكن صاحب العقيدة الدينية يعرف مبدأ الكون ومنتهاه بفضل ما اتاحت له العقيدة من معلومات مبرهنة ولذلك فهو يمتلك معرفة كاملة ، أو انها أكمل من معرفة المادي على الاقل وهذه الجهة جديرة بأن تجعل دراسة العقيدة الدينية ذات أهمية بالغة اذ بسبها يحصل الانسان على معرفة اكمل ، واشمل.
هل الاعتقاد بالله يلازم نسيان الشخصية
التدين يساوق الانخلاع عن الشخصية الإنسانية ، ويستلزم تناسيها!
هذه المقالة التي نجدها في كتب الماديين تعني أن الاعتقاد بالله والخضوع له ، والارتباط به سبب لانخلاع الانسان عن شخصيته ، وعن ذاته الانسانية ، ونسيانها بينما نجد القران الكريم يری عكس هذا ، اذ يعتبر غفلة الانسان ونسيانه له سبحانه سبباً لغفلته عن نفسه وذاته وشخصيته اذ يقول :
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ (الحشر ـ ١)
من هنا يتعين علينا أن نقف قليلا عند هذه المقالة الخطيرة ، وتتناولها بشيء من الدراسة والبحث ، لتتجلى الحقيقة باجلی مظاهرها بعد أن تتبدد السحب والغيوم. فنقول : ان ظهور الموقف الحق ـ في المقام ـ اعني هل ان الاعتقاد