ذكر أحد الدكاتر الكبار الايرانيين وهو رئيس أحد المستشفيات الكبرى فی ایران ان صاحب متجر كبير كان ذلك الدكتور يبتاع منه حاجيات المستشفى وكان ذلك الرجل معروفاً بالأمانة والصدق والنزاهة ومتصفاً بالتقوى والاخلاق الرفيعة ، وكانت المعاملات بينه وبين ادارة المستشفى تجرى على أحسن حال.
(ثم أضاف الدكتور قائلا) وذات يوم راجعني ذلك التاجر وقال لي بمنتهى الجدية : انا سأموت بعد ثلاثة أيام ولم أخبر أحداً بهذا الامر سواك ، وحيث انني لا أحب أن أموت في منزلي فانني أرجو أن تحجز لي سريراً في المستشفى حتى تكون وفاتي هناك.
فتصورت انه قد أصابه شيء في عقله ، فأجرينا عليه بعض الفحوصات الطبية ، أظهرت سلامته الكاملة ، وخلوه عن اية حالة مرضية.
وحيث كانت العلاقة بيني وبينه علاقة ودية وأخوية قوية جداً لم يمكننی الا تلبية طلبه ، فأدخلناه المستشفى ، وخصصنا له غرفة خاصة.
ولما كان اليوم الثالث ارسلت اليه ـ في الساعة الثانية عشرة ـ صباحاً ـ ممرضة لنرفع لي تقريراً عن حالته الصحية ففعلت وعادت الي لتخبرني بانه في حالة صحية جيدة للغاية.
وفي الساعة الثانية ارسلت الممرضة ذاتها مرة اخرى لتخبرني عن حالته فزارته وعادت تخبر انه في غاية العافية وانها وجدته مشغولا بتناول الفواكه.
وأرسلتها للمرة الثالثة في الساعة الرابعة ، ولكنها عادت هذه المرة لتخبرني بأنه يعاني من الاحتضار ثم مات على أثره (١).
__________________
(١) وهذا الموضوع وان كان لا يثبت بقصة أو قصتين أو ثلاث أو أربع ، غير ان الهدف هو ايمان القارئ على وجود مثل هذه النافذة ، التي يتحقق من وجودها عند