٣ ـ ان هذا الأصل يعم المجتمع أيضاً ويجري في مجاله كما يجري في مجال الطبيعة.
وقبل أن نتحدث حول هذه النتائج ونناقشها لابد أن نشير الى أمر مهم في المقام وهو :
ان التعبير المنقول عن الفيلسوف الألماني «هيجل» في هذا المقام هو : الانتقال من التبدلات الكمية الى كيفية وقد مثل لذلك بالماء المتبدل الی بخار أثر ارتفاع درجة الحرارة.
فنقول : إن التبدلات الواردة على الماء عند تصاعد السخونة انما هو من قبيل التبدلات الكيفية لا الكمية ، لان التبدلات الكمية الحاصلة في الماء عبارة عن : تزايد الماء وتناقصه ، وأما تصاعد السخونة فليس من تزايد الماء وتناقصه في شيء ، ولهذا لا يكون من قبيل التبدلات الكمية بل هو من التبدلات الكيفية فكيف سمي «هيجل» تصاعد السخونة بالتبدلات الكمية.
ثم ان تبدل الماء الحار الى بخار ليس تبدلا كيفياً حاصلا في الماء ، بل البخار نوع جديد يناير الماء بدلیل تغایر آثارهما ، فالأولى أن يعبر «هيجل» عن مقصوده بأن التغيرات الكيفية التدريجية ربما تبلغ درجة تنقلب فيها الطبيعة إلى نوع آخر ، فينبغي أن يقال في مثال الماء : أن التبدلات الكيفية التدريجية في الماء تتحول إلى التبدلات النوعية (١).
ولهذا السبب نجد بعض المؤلفين الديالكتيكيين مع انهم عبروا عن هذا
__________________
(١) ان الكيف من المقولات المرضية كالكم ، والنوع أحد أقام الجوهر ، وهذا واضح لمن له المام بالفلسفة الاسلامية وقد خلط الماركسيون بين الكيف والنوع وهو بدوره خلط بين العرض والجوهر.