المجتمع على قبول هذه التغيرات التدريجية الجزئية بشكلها الخاص ولذلك يحدث فيها انقلاب دفعي وتغيير فجائي حتماً فيتبدل الی نظام من نوع آخر وكيفية اخرى.
ولهذا يتبدل الاقطاع الی الرأسمالية ، والرأسمالية إلى الاشتراكية وهكذا.
وقد تشبت الماركسيون لاثبات هذا الأصل الفلسفي الذي استخدموه لاثبات نظريتهم الاجتماعية في الانقلاب بأمثلة جزئية ، مثل تبخر الماء عند ارتفاع درجة حرارته الى مأة ، وأمثلة من الحوامض العضوية الكيمياوية التي تختص كل واحدة منها بدرجة معينة لانصهارها وغليانها حيث بمجرد بلوغ السائل تلك الدرجة يقفز الى حالة كيفية جديدة.
فحامض النمليك ـ مثلا ـ درجة غليانه (١) ودرجة انصهاره (١٥).
وحامض الخليك نقطة غليانه (١١٨) ونقطة انصهاره (١٧).
فالمركبات الهيدور كاربونية تجري طبقاً لقانون القفزات والتحولات الدفعية في غليانها وانصهارها (١).
كما أن ما يذهب اليه مندلييف من أن خصائص العناصر الكيمياوية متعلقة بمقادير وزنها الذري ، فكل عنصر كیمیاوي يتحدد بمقدار شحنة نواته ، ويؤدي التبدل الكمي في هذا المقدار الى تحولات نوعية للعناصر (٢).
ويقصد أصحاب الديالكتيك من هذا الأصل اثبات ثلاثة امور :
١ ـ ان الحركات الواردة في الطبيعة ليست حركات دائرية بل هي حركات تكاملية صاعدة.
٢ ـ ان التغيرات الفجائية الدفعية التي يسمونها بتغير الكمية الى الكيفية أصل عام ومطلق في الطبيعة.
__________________
(١) ضد دوهرنغ ص ٢١٤.
(٢) المادية الديالكتيكية ص ٣٣٦.