وسنعرف ان الادعاء المذكور ناشئ عن عدم وقوف المدّعي على مبادئ الدين وتعاليمه ، وقضايا العقيدة وآثارها البناءة في الحياة البشرية وذلك لاحد أمرين :
اما لعدم اتصاله بأصحاب العقول النيرة من العارفين بشؤون العقيدة ، العالمين بمسائلها وقضاياها ليشرحوا لهم ما ألتبس عليهم منها ، أو خفي عليهم من آثارها وفوائدها في حياة الناس أفراداً وجماعات.
واما لأنهم لم يجشموا أنفسهم عناء البحث والفحص والتحقيق.
واليك بعض هذه النواحي والاثار الجمة للعقيدة الدينية التي غفل عنها أصحاب النظرة المادية نذكرها واحدة تلو الأخرى تحت أرقام متسلسلة ليقف القارئ بنفسه على بطلان الزعم المذكور بعد أن يعرف كيف إن العقيدة الدينية تتصل بصميم الحياة لا بهامشها.
الاسباب الباعثة على دراسة العقيدة
١ ـ البحث في العقيدة يساعد على فهم الحياة :
لم يزل الانسان منذ أقدم العصور يطرح على نفسه هذه الأسئلة الثلاثة :
من أين أتيت؟
لماذا أتيت؟
الى أين أذهب؟
ولم تزل هذه الأسئلة تطالبه بالجواب بالحاح شديد .. انه لا يمكنه أن يمرّ على هذه الاسئلة دون اكتراث ، وهو يرى لكل ظاهرة حياتية سبباً ، فكيف بهذا الكون العظيم وهذا الفضاء الواسع العريض وما يتسمان به من جلال وابداع؟