١
نظرية التدبير والتقدير والخلق
العقل يقود الى الله
قد ثبت في الفصل الأول أن السبب الواقعي لنشأة التدين انما هو أمر يرجع الى فطرة الانسان وجبلته ، أو انه أمر يتجلى في مداركه العقلية وبذلك تبين ضعف الوجوه التي استند اليها الماديون في تفسير ظاهرة التدين ، ومسألة الاعتقاد بالله.
كما اننا قد برهنا في طليعة الفصل (الثالث) على تلك الفطرة وانها أمر لا ينفك عن الانسان ، وان وجود الإنسان لم یزل متلازماً مع هذا الميل الذاتي إلى الله.
ويجب الان أن نقف على كيفية وصول الانسان الى اثبات وجود الله سبحانه عن طريق الاستدلال والبرهنة العقلية. وهذا هو الفصل المهم في هذا المجال.
ان من العجب العجاب ان تبقى القافلة البشرية منذ ان وجدت والی اليوم مشدودة بفطرتها وفكرتها إلى موجود خارج عن نطاق حسها لا تدركه بحواسها ، ولا تناله بشيء من جوارحها.
ان من العجب العجاب ان تظل الانسانية تعتقد بهذا الموجود أشد الاعتقاد