وهذه القاعدة قد اثبتتها مئات بل آلاف التجارب والملاحظات التي لم تدع مجالا للشك في هذا الصعيد.
وها نحن نضع امام القارئ نماذج من مظاهر النظام الكوني ليحكم هو بنفسه ما اذا كان هذا النظام من فعل الصدفة أم من صنع خالق عالم قدير.
من مظاهر النظام السائد في الكون
من خلال البحث السابق عرفت الفارق بين ما هو وليد الصدفة ، وما هو من فعل الفاعل المدبّر الهادف ، فقد توصلنا هناك الى تقرير النتيجة التالية وهي ان وليد التدبير يتميز عن وليد الصدفة بالنظام ، فالنظام آية التدبير والفوضى علامة الصدفة.
ولكي نرى ما اذا كان نظام الكون الذي نعيش فيه من ولائد الصدفة أم من ولائد التدبير وصنع المدبر الحكيم يتعين علينا أن ندرسه ونستعرضه لنرى ما اذا كان يتسم بالنظام والتناسق ، أم تسوده الفوضى العشوائية؟
الحقيقة أن نظرة فاحصة في شتى أرجاء الكون ومجالاته وأنحائه تكشف لنا عن مظاهر للنظام المتقن ، والتصميم الدقيق ، والمحاسبة والدقة ، وهذا ما سنعرفه من خلال ما قدمته لنا العلوم في مختلف مجالات الفلك وعالم الانجم والكواكب ، وعالم النبات ، وعالم الانسان ، وعالم الحيوان ، وعالم الحشرات وعالم الجنين وغير ذلك من العوالم ، والدنياوات ، واليك نماذج من هذه الحقائق فيما يلي :
مظاهر النظام في عالم الفضاء
عالم الفضاء عالم عجيب ، فعلم الفلك الحديث يقول بأن مجرتنا تتألف