امتداد جلدنا ، فاذا قربنا إلى الجلد شيئاً بارداً فان (ربع مليون من الخلايا) التي تلتقط الاشياء ، تحس به وعندئذ يمتلئ المخ بأثرها ، ويرتعد الجسم ، وتتسع الشرايين الجلدية فيسرع مزيد من الدم اليها ، ويزودها بالحرارة ، واذا أحست هذه الخلايا بحرارة شديدة فان مخابرات الحرارة توصلها إلى الدماغ وحينئذ تفرز (ثلاثة ملايين من الغدد) العرقية ـ تلقائياً ـ عرقا بارداً الى خارج الجسم (١).
ألا يبرهن هذا النظام الدقيق المبني على المحاسبات الدقيقة على وجود خالق له هو الذي عرف حاجة الجسم إلى مثل هذا النظام المعقد وأوجده فيه؟
هل لعاقل أن يسمح لنفسه بأن يعتقد بأن المادة العمياء المجردة من العقل والحكمة هي التي أوجدت لنفسها هذا النظام المتقن أوان هذا النظام جاء بفعل الصدفة؟
اذا كان العقل لا يسمح لنفسه بأن يعزي عقلا اليكترونيا يقوم ببعض العمليات الحسابية المحدودة ، ولا يمكنه أن يتجاوز حدود ما رسم له ، وأعطي من معلومات الى الصدفة فكيف يجوز له أن ينسب ما هو أكثر تعقيدا من العقل الاليكتروني (أعني المخ) هذا الجهاز الذي يدبر الجسم ويحفظه أمام الأخطار ويفكر ، ويتذكر ويحفظ المعلومات ، ويختزن العلوم ، والالوان والاصوات والاشكال والذكريات بل ويختار عند اللزوم ودون تهيؤ سابق الى الصدفة؟
* * *
النصوص الاسلامية تشير الى النظام الكوني :
ان ما ذكرناه من مظاهر النظام العجيبة في الكون بشكل جزء صغيراً واشارة خاطفة ونماذج قليلة جداً في هذا المجال اقتصرنا عليها رعاية الاختصار.
__________________
(١) للمزيد راجع الإسلام يتحدى.