وقد أشارت النصوص الاسلامية في القرآن والحديث الى هذه النظم والقوانين في الكون ، نذكر بعضها هنا لكونها تقودنا إلى مزيد من الحقائق في هذا المجال لا من باب الاستدلال بها والاستناد اليها ، لعدم صحة الاستدلال بالرسالة قبل ثبوت المرسل ، فذكر هذه النصوص وأمثالها هنا في مبحث اثبات الخالق انما هو لكونها تفتح أذهاننا وأبصارنا على أمور لا نعرفها ولا نلتفت اليها لولا هذه النصوص.
واليك فيما يلي بعض هذه النصوص من الآيات والأحاديث التي تشير الى مظاهر النظام الكوني وتلفت أنظارنا اليها.
ففي الكتاب العزيز قال الله سبحانه :
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة ـ ١٦٤) ـ.
فالاية تدعونا إلى البحث والفحص في علل هذه الظواهر الطبيعية والتأمل في كيفية نشأتها ، وما يسودها من نظم وقوانین طبيعية.
ويقول سبحانه أيضاً :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (الملك ٣ ـ ٤)
ويقول سبحانه :
اللَّـهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ