وفي هذا نافذة كبرى على عالم الغيب وخير طريق التعرف على تلك الاسباب والأمل ، والعوالم غير المادية التي لا تدخل في نطاق الحواس ولا في متناول التجربة.
ثم اننا لا نقول أن كل ما يدعی من خوارق العادات الصالحين صحيح على اطلاقه ، ولكننا ـ في نفس الوقت ـ لا يمكن أن ننكر وقوع قسم منها ، وصحته.
كما واننا لا ندعي بأن الخوارق تتحقق بدون علل واسباب ليكون خرقا ناموس العلية ، وشرخاً في قانون السببية المتفق عليه بين جميع الفلاسفة والعلماء.
بل الذي نقوله هوان هذه الخوارق لا يمكن تفسيرها بالعلل المادية والاسباب الطبيعية فلا مناص من الاعتراف بعلل اخرى خارج نطاق الطبيعة هي التي تكمن وراء تلك الخوارق.
وفي امكان القارئ ـ اذا أراد أن يكمل معرفته بهذا المجال ـ أن يطالع حياة المرتاضين وما يقومون به.
فهم يقومون أحياناً بأعمال شاقة جداً لا يمكن تعليلها بالاسباب الطبيعية ، ولذلك لابد من الاعتراف بأن هناك عالماً آخر هو الذي يؤثر في اعمالهم.
ويمكنك ان تقف على أعمالهم وتصرفاتهم العجيبة من الصحف والمجلات والكتب التي تهتم بذكر هذه الأمور.
ومن الجدير بالذكر ـ في خاتمة هذا البحث ـ أن نشير إلى نقطة مهمة ، وهي اننا لا نستدل بوجود هذه الخوارق على وجود الله سبحانه حتى يقال بان ذلك استدلال دوري.
اذ يقال : أن صحة المعجزة لا تثبت الا اذا تحققت النبوة.