٢
نظرية الخياليين
قد عرفت أن مجموع النظريات المطروحة حول تفسير الظاهرة الكونية تنحصر في خمس نظريات أولها ، واكثرها انصاراً ما تقدم البحث فيه بتفصيل ، وهي «نظرية التقدير والتدبير والخلق» وفي ما يأتي عرض لبقية النظريات المطروحة في هذا المجال.
بيد أن الجدير بالذكر هو أن نظرية واحدة من بين هذه النظريات تفارق غيرها جوهراً ، فان عامة النظريات سواء تلك التي تقول بالتقدير والتدبير والخلق ، او التي تقول بالصدفة او تقول بخاصية المادة ، او تتبنى المادية الديالكتيكية ، تبحث في المسألة بعد التسليم المسبق بوجود الواقع الخارجي والحقائق المحسوسة خارج الذهن» ولكنها تختلف في علة تكون النظام السائد في العالم وحصول التنوعات الكثيرة في الطبيعة ، فمن قائل بأن كل ذلك نشأ بفعل خالق أعلى ، ومن قائل بان ذلك حدث بالصدفة ، ومن قائل بان ذلك من خواص المادة ، ومن قائل بان التنوعات نشأت وتنشأ وفقا للاصول الديالكتيكية.
ولكن النظرية المذكورة التي تباین كل هذه النظريات تقوم على اساس انكار العالم الخارجي او التشكيك في امكان اثباته خارج الذهن ، وهي النظرية التي اصطلح الفلاسفة الجدد على تسميتها بالمثالية ، وكان يصطلح على تسميها