التوجه الى المادية في الغرب لماذا؟
لقد اثبتت الابحاث المفصلة السابقة اتفاق العلم والفلسفة واطباقهما على ان الكون مخلوق لعلة عليا متصفة بالعلم والقدرة ، وان الطابع العام السائد في الشعوب والاقوام كان هو «التدين» والاعتقاد بوجود آله للكون وخالق لنظامه وان النزعة المادية التي كانت تظهر بين الفينة والفينة ، وبين الاونة والأخرى لم تكن سوى استثناء في هذا الأصل فهي لم تكن شائعة ومتفشية لدى الأمم ، كما هو الحال في التدين.
غير اننا ـ رغم ذلك ـ لا يمكن ان نتجاهل ان هذه النزعة قد تبلورت في ظل الحضارة الغربية ، واتخذت شكلا اقوى ، ومال اليها بعض العلماء والمشتغلين بالعلوم الطبيعية والمكتشفين وارباب الاختراع.
أن هذه الظاهرة تدعونا ، وتدعو كل باحث اجتماعي الى ان يبحث عن اسباب اعراض هذا الفريق من العلماء عن المسألة الدينية ، والاقبال على المادية مع ان تكامل العلوم ، وانكشاف المزيد من الحقائق العلمية وظهور ما كان خافيا على الانسان من اسرار الطبيعة وقوانينها وسننها كان يقتضي انتشار التدين والاعتقاد بوجود الله في هذه الطبقة قبل بقية الطبقات وفي هذا الوسط قبل بقية الأوساط ، حتى لا يبقى على وجه البسيطة اي معتنق للمادية ، واي منكر لما وراء الطبيعة ، في حين اننا نجد العكس حيث نشاهد اقبال فريق من العلماء في الغرب على المادية وسلوك طريق الالحاد فما هو السبب وماذا هو الدافع الى ذلك؟