عوامل التوجه الى المادية
ان ظاهرة الإقبال على المادية لا تنحصر ـ في الحقيقة ـ في عامل واحد ، بل هناك عوامل ودوافع متعددة تعاضدت فيما بينها فسيبت ظهور النزعة المادية لدى هذه الطبقة من العلماء ، والمفكرين ـ وهم كما قلنا ليسوا بكثیرین ـ وها نحن نشير الى أهم هذه العلل والعوامل التي تتراوح بين عوامل فكرية ، واجتماعية ، وسياسية :
١ ـ التصورات الخاطئة عن الله
ان التصورات الخاطئة والانطباعات المغلوطة عن الله تعالى والأوصاف المنحرفة التي اعطيت له كان لها اكبر الأثر في دفع بعض العلماء والمفكرين في الغرب الى الأعراض عن الدين والاقبال على المادية ، فان بعض التصورات عن الله سبحانه وان كانت تلقى قبولا من الدهماء الا انها لا يمكن ان تلقی مثل ذلك القبول لدى ارباب الفكر ورجالات العلم والتحقيق.
فان الدهماء تقبل كل شيء دون أن تفكر في مدى انسجامه مع الموازين العقلية بخلاف المفكرين والعلماء فانهم لا يقبلون شيئاً الا اذا ثبتت صحنه ومعقوليته ، وثبت امام النقد والنقاش.
كما اننا يجب ان لا نغفل عن ان ما يقال عن الله خطأ مما يلقي الى الأشخاص في فترة الطفولة مثل وصف اله مجسم موجود في مكان ما في السماء يری بالعين ويسمع بالاذن ـ مثلا ـ وان كان لا يضر بالنسبة لمن يبقى على نفس المستوى من التفكير والعقلية الطفولية الا أنه ولاشك سوف يكون مضراً اذا توسعت معارف الأشخاص ، وتعمقت معلوماتهم ، واتسعت مداركهم ونضجت