السوفياتي كان على العكس من هذا ، فاذا بالانقلاب الاختياري يحل مكان الانقلاب الجبري الحتمي.
ثم أن هذا المذهب الذي كان يقوم على الاقتصاد حتى انّ فلسفته بنیست على هذا الأساس اتخذ لنفسه منهجاً سياسياً يخالف هذه الفلسفة ، فان أصحابها يتدخلون في البلاد المختلفة ، ويدبرون فيها الثورات ، ويصنعون فيها الانقلابات وبعد أن يهيئون لها بالدعاية والاعلام ، واستئجار العملاء ، وهكذا نجد كل الثورات والانقلابات الاشتراكية والشيوعية الواقعة في المنظومة الاشتراكية لم تقع ولم تتحقق الا تحت تأثیر عوامل خارجية وتدخل خارجي علني أحياناً وسری تارة أخرى ونمثل لذلك بالمجر ، ويوغسلافيا ، وبلغاريا ، وچیكسولوفاكيا وألبانيا ، ورومانيا ، وبولونيا (وافغانستان).
فان الانقلابات الاشتراكية والشيوعية فيها حصلت ووقعت بتدخل عسكري مباشر.
وهكذا لم يبق من النظرية الديالكتيكية في هذا المجال وهو «تبدل الكم الى الكيف نتيجة التضاد الداخلي الذاتي» سوى القشور الميتة ، والالفاظ الخاوية.