وكونه غير ذاتي يلازم ان يكون لها بداية.
الاجماع على حدوث العالم
هذا ولقد كان حدوث العالم موضع اتفاق جميع الفلاسفة والحكماء.
قال الحكيم الالهي صدر الدين محمد الشيرازي في الأسفار وهو ينقل اتفاق الأمم الماضية من اتباع الشرائع بل جميع الفلاسفة الكبار على القول بحدوث الكون :
«اعلم أن ما ذكرناه واوضحناه سابقاً ولاحقاً من حدوث العالم بجمیعه من السماوات وما فيها ، ومن الأرضيات وما معها ، هو بعينه مذهب أهل الحق من كل قوم من أهل الملل والشرائع الحقة وجميع السلاك الالهية الماضية واللاحقة لان قاطبة أهل الحق والموحدين في كل دهر وزمان لهم دین واحد ومسلك واحد في اركان العقيدة وأصول الدين ، واحوال المبدأ والمعاد ورجوع الكل اليه سبحانه».
ثم قال : «واعلم ان الظن باعاظم الحكماء واساطينهم حسب ما وجدناه من كلماتهم وآثارهم وقد اتفقت افاضل كل عصر وزمان على فضلهم وتقدمهم وشهدت اماثل كل طائفة بزهدهم وصفاء ضمائرهم وانخلاعهم عن الحس وتجردهم عن الدنيا ورجوعهم الى المأوى وتشبههم بالمبادئ وتخلقهم باخلاق الباري ـ أنهم متفقون على اعتقاد حدوث العالم بجميع جواهره وأعراضه وافلاكه وأملاكه وبسائطه ومركباته الا أن هذه المسألة لغاية غموضها لم یكن لغيرهم من الباحثين والناظرين في كتبهم تحقيقها وفهمها على وجه يسلم من التناقض والانحراف عن القواعد العقلية» (١).
__________________
(١) الاسفار ج ٥ ص ٢٦.