هذه هي بعض الرؤى الصادقة التي يقف الانسان بسببها على ما حدث أو يحدث في مستقبل الزمان وهي خير دليل على ان الانسان مزود بحاسة سادسة غير الحواس الخمس والعقل.
أما أنها غير الحواس الخمس فلان هذه الحواس تدرك تحت شرائط خاصة والمفروض انتفاؤها حال النوم ، فالحواس وفعالياتها معطلة في هذه الحال ، ولذلك لا يمكن نسبة هذه الامور اليها.
وأما أنها غير العقل فلان ادراك العقل يتوقف على البرهنة والاستنتاج.
وربما ادعى الماديون في كتبهم عند تفسير الرؤى والأحلام ، ان الحواس تدرك أمواجاً من الحادثة الواقعة في مكان بعيد وهذا يعني أن هناك شيئاً تصدر عنه الأمواج.
ولكن هذا الادعاء والتحليل يصدق ـ ان صح ـ في شأن الأمور الموجودة بالفعل فان غاية ما يفيده هو ان يحس الانسان ـ عن طريق الاحتكاك الخاص بالامواج ـ بموجود كائن بالفعل ولو في افق بعيد ، ولكنه لا يستطيع أن يفسر بذلك الحالة أو الحادثة التي لم تقع بعد أصلا بل تقع في المستقبل مما لا يمكن أن يدركه الحس ، ومع ذلك تدركها النفس الإنسانية في المنام.
كما ان تطابق مثل هذه الأحلام والرؤى الصادقة مع الواقع الخارجي في ما بعد لا يمكن أن يحمل على التصادف ، لاستحالة تكرار هذا التطابق مثات المرات عن طريق الصدفة.
وخلاصة القول ان هذه الرؤى التي كشفت عما يقع قبل وقوعه خير دليل على ان الانسان مزود بقدرة ثالثة (غير قدرة الحواس وقدرة العقل) يستطيع
__________________
٢ ـ آيات بينات في حقية بعض المنامات. للمحقق المعروف المعاصر الشيخ محمد تقي الشوشتري.