بها من الوقوف على حقيقة احداث وحالات قبل أوان وقوعها أو حين وقوعها مع وجود المسافة الشاسعة بين الحالم والحادثة كما عرفت من الفهم السابقة وأشباههما!
ان ذلك يرشدنا إلى أن هناك عالماً آخر في بطن هذا العالم لا تناله حواسنا ولا تخضع للالات والأدوات المادية.
* * *
الرؤيا الصادقة في النصوص الاسلامية
ثم ان موضوع الرؤى الصادقة وغير الصادقة مما ذكرته النصوص الاسلامية وأشارت اليه أكثر من مرة.
فقال النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن القسم الأول والثاني من الرؤی (أعني أحلام اليقظة) :
«ومنها الأمر يحدث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام» (١)
وقال في شأن هذا القسم الذي مبعثه مكتومات النفس وعقدها :
«والذي يحدث به نفسه في منامه» (٢)
وكأن النفس تظهر مكنوناتها في صفحة الوعي والشعور فسماه رسول الله صلی الله عليه وآله «بتحديث النفس».
وأشار الى القسم الثالث أعني الرؤيا التي يحكي عن نفس الواقع فقال :
«ان الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوه» (٣)
كما ان القرآن الكريم نقل طائفة من المنامات والرؤى الصادقة التي رآها الأنبياء ، وتحققت أحداثها في المستقبل بشكل وآخر. وها نحن نشير الى
__________________
(١ و ٢ و ٣) بحار الانوار ج ١٣ ص ١٣ ، ١١ ، ١٧١.