ثم امر الاستاذ وسيطه ان يتذكر دائماً أن هذا الاسم الجديد هو اسمه الصحيح حتى الى ما بعد نصف ساعة من صحوه ويقظته ، ثم ايقظه واخذیتم محاضرته ونحن نفجأ الوسيط بالاسم الحقيقي فلا يجيب ، ثم نفجؤه باسمه الثاني فيجيب حتى اذا مضي نصف الساعة المضروب عاد الوسيط الى حالة الأولى من العلم باسمه الحقيقي.
وبهذه التجربة اثبت الاستاذ ان المنوم (بكسر الواو) يستطيع ان يمحو من نفس وسيطه كل اثر يريد محوه مهما كان ثابتاً في النفس كاسم الانسان عينه ومهما كان مقدساً فيها كعقائد الدین.
وانما اختار الاستاذ محو الاسم دون الدين لأمرين :
احدهما : ان محو الدين عدوان أثيم واجرام شنیع لم تقبله نفسية المحاضر ولا الحاضرين.
ثانيهما : ان الاسم اثبت في نفس صاحبه من دينه ، فمحوه منها اعجب. ومنه تعلم ان محو الدين منها أيسر» (١).
وقد ذكر الكاتب الكبير محمد فريد وجدي قصصاً أخرى متعددة من التنويم المغناطيسي اعرضنا عن ذكرها ـ هنا ـ رعاية للاختصار.
ثم اننا لا نريد ان نثبت صحة كل ما يدعيه اصحاب هذا العلم ، ولا تصدیق كل من يدعي التنويم فان لهذا العلم اصوله واساتذته البارعين المختصين ، بل غاية ما تريده هو اثبات ان وراء الجسم جوهراً وعالماً آخر وان غاب عن الحس المادي ، ولم يدخل تحت سلطانه.
__________________
(١) مناهل العرفان للاستاذ الزرقاني ص ٦١ ـ ٦١.