دعوة خرافية أخذت من الاسلاف مع أن بعض معارضي دعوات الانبياء ـ في عهود الجاهلية ـ كانوا يتفوهون بهذا الكلام ، ويعدون دعوة الانبياء من قبيل الاساطير. قال سبحانه :
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (الانفال ـ ٣١)
على ان الانبياء كانوا كلما باشروا بالدعوة قرنوا نداءاتهم واقوالهم بالادلة واصروا على أن ما يقولونه مشفوع بالبينات التي هي الدلائل الساطعة على صدق مقالهم ، وصحة ادعائهم فكيف والحال هذه يصح أن توصف دعوتهم الى الله بأنها قضية وراثية وان ما كانوا يدعون اليه كان من الخرافات والأساطير التي لا يدعمها دلیل.؟
قال سبحانه :
قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّـهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ
(هود ٦٢ ـ ٦٣)
* * *
٦ ـ التدين وليد الفطرة الانسانية
لقد تبين لك فيما مضى ضعف الوجوه التي فسر بها الماديون ظاهرة العقيدة الدينية وعللوا بها نشوء الاعتقاد بالله ، وبما وراء الطبيعة.
ثم ان هناك علة أخرى لتكون ونشوء العقيدة الدينية ، ووجود ظاهرة الايمان بالله على امتداد الحياة البشرية الا وهي «الفطرة الالهية» المغروسة في اعماق كل انسان.