ويتضح هذا الأمر اذا عرفنا ان افعال الانسان تتنوع الی انواع عديدة :
١ ـ الافعال الاكتسابية وهي التي يأخذها الانسان عن طريق التعلم ، سواء اصبحت عدد من المخدرات كالتدخين ، وشرب الشاي ، أو غير عادية كالكتابة والخياطة والرعي.
٢ ـ الافعال الطبيعية التي تكون من قبيل ردود الفعل كانقباض العين عند سقوط النور عليها وسحب الانسان رجله عند وخزها بابرة أو ما شاكل ذلك.
٣ ـ الأفعال الغريزية التابعة من الطبيعية المشتركة بين الحيوان والانسان كالرغبة الى الجنس الاخر ، وكنسج العنكبوت لبيته ، وهجرة الطيور من قطر الی قطر ، وحنان الأم على ولدها ، واجتناب الخطر ، والفحص عن علل الحوادث وغير ذلك.
فكل هند امور غريزية تابعة من الطبيعة المشتركة بين النوعين (الحيوان والانسان).
٤ ـ الامور الفطرية التي فطر عليها الانسان فهي تولد معه ، وتتكامل وتنمو بصورة تدريجية ، وذلك مثل حبه للعلم والكمال ، وميله الى الفن والجمال وانجذابه الى قيم الأخلاق ومحاسن الخصال.
فالاقسام الثلاثة الأخيرة تشترك في انها جميعاً تابعة من عمق الجبلة البشرية وناهضة من ثناياها ، وان كان بيتها قررت من جهة أو جهات.
فالافعال التي تدخل في خانة «ردود الفعل» تتحقق من دون علم صاحبها بخلاف النوعين الأخيرين فهما يصدران عن صاحبهما عن وعي وعلم.
أما الثالث (وهي الامور الغريزية) فهي تصدر عن الحيوان عن علم ووعي غير انها تسحر الحيوان وتسيطر على جميع تصرفاته حتى انه لا يجد من هيمنتها وتسخيره مخلصاً.