لا ينقطع من الصيرورة والانحلال ، حيث يشرق نهار التقدم في النهاية ، رغم جميع الصدف الظاهرة والعودات الموقتة الى الوراء» (١).
وقال مؤلفوا كتاب المادية الديالكتيكية في شرح هذا الأصل في الصفحة ٩٠ :
كل شيء يتحرك ويتبدل في هذا العالم (من أصغر الصغيريات الأولية الى الكواكب والمجموعات النجمية الهائلة). وفي الكائنات الحية يحدث تبادل مستمر للمواد ، انها تتفاعل مع الوسط المحيط بها ، والأرض التي نعيش عليها تدور حول محورها وتتم دوارنها حول الشمس ، والشمس ذاتها ليست ثابتة ، أنها تسبح مع مجموعتها الكوكبية الدائرة حولها ، في الفضاء الكوني ، والكيان الذي يتألف منه الشمس يشبه الاعصار الناري الهائج الجامح باستمرار ، كل جسم يتكون من ذرات تتحرك باستمرار ، وكل ذرة تعج بالحركة الداخلية.
في الغشاء الخارجي للذرات تتحرك الاليكترونات ، أما في النواة فتتحرك البروتونات والنترونات بسرعة كبيرة .. وحركتها لا تقتصر على مجرد الانتقال من نقطة الى اخرى في النواة ، بل تشمل كذلك تحول بعضها الى بعضها الاخر بذبذبات مذهلة.
ان الحركة ليست حالة عرضية للمادة ، وليست شيئاً ما منفصلا عن الخصائص الاساسية للاجسام المادية ، وليست شيئاً ما خارجية بالنسبة اليها ، والاشياء لا تكون في الحال التي هي عليه الا بفضل الحركة الملازمة لها ، فالمجموعة الشمسية لا تبدو جسمة مادية نوعية الا لان جميع الكواكب التي تشكلها تتسم بحركة معينة ، ملازمة لكل كوكب منها».
__________________
(١) هذه هي الديالكتيكية ص ٧ ـ ٨.