وتفيد الايات الأخيرة بل تصرح بأن ردع اليتيم والامتناع عن اطعامه نتيجة التكذيب بالاخرة.
هذا هو الأثر الأخلاقي للاعتقاد بالله واليوم الآخر وهو جدير بأن يجعل دراسة العقيدة والتحقيق فيها في غاية الأهمية لمعالجة ما حل ويحل بالبشرية من أزمات أخلاقية خطيرة وما ينشأ على أثر ذلك من الويلات والمآسي الاجتماعية.
أن الأثر الأخلاقي للعقيدة حدا بعلماء الاجتماع الى أن يعتبروا «الدين» أفضل دعامة للاخلاق وان يعتبروا الأخلاق منزوعة عن العنصر الاعتقادي فاشلة في تأدية رسالتها ومهمتها.
* * *
٥ ـ الاعتقاد بالله ضمان لتنفيذ القوانين :
لقد تميز البشر عن غيره من الاحياء بكونه مدنيا بالطبع ميالا الى الحياة الاجتماعية ، ولتعدد حاجاته وعجزه عن القيام بها دون معونة الأخرين. وهذه حقيقة أكدها الواقع بعد أن أشار اليها علماء الاجتماع بعد سلسلة من الدراسات التاريخية في حياة الأفراد والشعوب.
بيد أن هذا النمط الاجتماعي للحياة لم يخل من التراحم والتنازع لسيبين :
١) وجود الأقوياء والضعفاء في المجتمعات.
٢) تعارض المصالح وتصادمها.
فكان لابد من وجود قانون ينظم العلاقات ، ويرسم الحدود ، ويحدد الحقوق والواجبات ، ليعيش الجميع في سلام ، ويصل الجميع الى حقوقهم الطبيعية في الحياة دون صراع.
غير أن وجود القانون وحده لم يكن كافياً وان كانت مزوداً بالبوليس والغرامة