بل زود بخمائر الفضيلة وبذور السجايا الكريمة.
وبعبارة أخرى أن الفضائل والسجايا الكريمة جزء من فطرة كل انسان ، وان الميل إلى الخير وكراهة الشر أمران مغروسان في جبلة البشر فهم يحبون الخير وأهله ويكرهون الشر وأهله ولكن هذه البذور والخمائر لا تستطيع مقاومة الغرائز ومزاحمة الشهوات الا اذا قویت ونمت ، وهي لا تنمو الا في ظل الدين الذي ينطوي على الاعتقاد بالله واليوم الآخر وما وعد فيه من مثوبات عظيمة على الخيرات ، أو عقوبات شديدة على ارتكاب الشرور والاثام وبهذا تكون العقيدة خير وسيلة لتنمية السجايا النبيلة في الكيان الانساني وخير سبيل الي تقويتها ودعمها.
ولنستمع الى القرآن وهو يقرر هذه الحقيقة اذ يقول :
١ ـ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (التوبه ١)
٢ ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ (النساء ١٣٥)
٣ ـ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (الماعون ١ ـ ٣)
فالآية الأولى تفيد ان أي بناء اخلاقي لا يقوم على أساس الايمان بالله ، واليوم الآخر فهو بناء منهار لا محالة.
والآية الثانية تفيد أن القيام بالعدل والقسط رهن بالايمان بالله واليوم الاخر ولذلك وجه الخطاب فيها الى (الَّذِينَ آمَنُوا.