حان لنا ان نقف على النصوص الاسلامية التي تدل على هذه الحقيقة ايضا ، وهي كثيرة نكتفي بذكر نماذج منها هنا :
القران الكريم وفطرية التدين :
هناك آيات كثيرة في القران الكريم تدل على فطرية الايمان بالله وتجذر الاعتقاد بوجود الله في اعماق النفس البشرية ولكن اكثر هذه الايات صراحة في هذا المجال هو قوله تعالی :
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سورة الروم ـ الاية ٣)
فهذه الاية ظاهرة ظهورا قویا في فطرية الاعتقاد بالله واليك توضيحها اجمالا :
«فاقم وجهك للدين حنيفا» الحنف هو الاستقامة والحنيف هو المستقيم ولفظة حنيفا» اما حال لضمير «أقم» فيكون معناه اقم في حال كونك مستقيما ، أو حال «للدين» فيكون معناه للدين في حال كونه مستقيما ، وعلى كل تقدير فمعنى قوله «اقم وجهك للدين حنيفا» اي اتجه صوب الدين اتجاها مستقیما لا مائلا الى اليمين ولا الى الشمال ، او اتجه الى الدين المستقيم الذي ليس فيه ميل الى احد الجانبين.
ثم انه سبحانه يفسر «الدين» الذي يجب التوجه اليه بقوله : «فطرت الله التي فطر الناس عليها» والفطرة بمعنى الخلقة (١) بقرينة قوله ـ سبحانه «لا تبديل لخلق الله» وتشير الجملة إلى أن ذلك الذي يجب التوجه اليه هو مما جبل الانسان عليه
__________________
(١) ـ في قاموس اللغة في مادة الفطرة : «الفطرة تعني الحلقة التي خلق عليها المولود في رحم أمه». وفي أقرب الموارد نقلا عن كتاب الكليات : «الفطرة هي الصفة التي يتصف بها كل مولود في اول زمان خلقته».