(١٢) ألف شخص (١) وفي الاعياد الاسلامية الكبرى تمتلئ الأزقة المجاورة لمسجد موسكو ودهاليزه وساحاته بجموع المصلين الذين يفيضون ایمانا. (٢)
* * *
التدين ونظرية البعد الرابع :
وربما عبر عن هذه الفطرة الدينية ، أو التدين الفطري بالبعد الرابع للروح الانسانية وذلك عندما استطاع (في حدود عام ١٢ م) أحد الفلاسفة الالمان باسم «رودلف ات» أن يثبت بأن هناك إلى جانب العناصر العقلية والأخلاقية في كيان الانسان عناصر فطرية وراء العقل هي منشأ الحس الديني.
ففي مقال تحت عنوان «البعد الرابع للروح الانسانية» نشر في مجلة باريسية في اكتوبر ١٥٨ م جاء :
«يتميز هذا العصر بأنه اكتشف فيه مقولة رابعة الى جانب المفاهيم الثلاثة : الجمال والخير والحق وهي مقولة قدسية أو الهية وتشكل في الحقيقة البعد الرابع للروح الانسانية».
وهذا يعني انه كما يوجد في الانسان انجذاب طبيعي وفطري نحو الحق والخير والجمال ، فان لديه ايضا انجذاباً طبيعياً أو فطرياً ، نحو «قوة عليا» وراء الكون ونظامه : وهذا هو معنی قولنا التدين قضية فطرية.
* * *
النصوص الاسلامية الدالة على فطرية التدين
بعد أن وقفنا على بعض الأدلة التاريخية والنفسية على فطرية الايمان بالله
__________________
(١) ـ برافدا لينينغراد ١٦٥.
(٢) ـ كمسمل مسكو ٢٩ / اكتوبر / ١٦٤ م.