ويقول مؤلفوا كتاب «المادية الديالكتيكية» في شرح هذا الاصل تحت عنوان : «العلاقة المتبادلة بين الظواهر» :
«اثبت العلم ان العالم عبارة عن كل واحد ترتبط اجزاؤه المختلفة وظواهره وعملياته ارتباطاً وثيقاً فيما بينها» (١).
ولم يكن لهذا القانون او الاصل اي اثر في افكار ماركس واصوله الديالكتيكية وانما اضافه اليه رفيقه انجلز ، واستدل عليه وهو يصف كيفية توصله الى هذا الاصل الفلسفي بامور ثلاث ـ او بالاحرى باكتشافات ثلاثة تحققت في عصره وهو القرن التاسع عشر الميلادي وانتقل على اثرها الى هذا الاصل والقانون الطبيعي وهي :
اولا : اكتشاف الخلية بوصفها الوحدة التي تنمو منها العضوية النباتية والحيوانية كلها بطريق التكاثر والتمايز ، بمعنى ان جميع العضويات النباتية والحيوانية ترجع الى الخلية مما يدل على وحدة كل التنوعات.
الثانياً : اكتشاف تحول الطاقة ، الذي يبين لنا أن سائر القوى المؤثرة اولا في الطبيعة غير العضوية ظواهر مختلفة للحركة الكلية ، تمر كل منها الى الاخرى بنسب كمية معينة.
ثالثاً : ما جاء به دارون من تطور الانواع الذي ينص على ان جملة ما يحيط بنا في الوقت الحاضر من منتجات الطبيعة ـ بما في ذلك البشر ـ ما هي الا نتائج عملية طويلة من التطور» (٢).
هذا هو الأصل الرابع للديالكتيك وها نحن نلفت نظر القارئ الى ما يرد على الماركسيين في هذا المجال :
__________________
(١) المادية الديالكتيكية ص ١٨٥.
(٢) لودفيج فيورباخ ص ٨٨.