والسجن ، بل لابد من وجود رادع نفساني.
وبعبارة أخرى : لا يكون وجود القانون مفيداً بمفرده إذا لم تكن معه قوة منفذة ، بيد ان القوة المنفذة الظاهرية وحدها لم تكن كافية ايضا لضمان تنفيذ القانون اذ ان مثل هذه القوة يمكنها أن تضبط الجرائم والتخلفات المكشوفة اما التخلفات الخفية والاثام التي ترتكب في الخفاء فهي بحاجة الى رقابة باطنية وبوليس داخلي ليردع الأفراد عن الجريمة حتى بعيدا عن أعين الدولة وفي غياب من البوليس.
وليس هناك بوليس داخلي أفضل من العقيدة الدينية التي تتمثل في الايمان بالله واليوم الاخر ومخافة الحساب والعقاب ، وخشية المؤاخذة والمجازاة
فقد أثبتت العقيدة انها قادرة على ردع الأفراد في جميع الحالات وحفظهم من المعصية حتى في مواجهة أشد المغريات.
فهذا هو النبي العظيم يوسف الصديق (عليهالسلام) يتجنب المعصية وهو يواجه اغراء ليس فوقه اغراء في قصته مع زلیخا زوجة العزيز التي راودته ، ولا يفعل ذلك الا خشية الله ومخافة منه اذ قال سبحانه واصفاً ما جرى ليوسف ـ عليهالسلام ـ :
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ. (یوسف ـ ٢٣)
ثم أن مثل هذا الايمان يفيض على القانون قداسة تحمل الناس على مراعاته اذا عرفوا بانه صادر عن الله الخالق العالم الحكيم والرب الكريم وبمثل هذا الاحساس وبالشعور بانهم يعيشون في حضرة ذي الجلال الذي يراهم ويراقبهم وبالخشية من حسابه وعقابه آن عصوه والطمع في ثوابه أن أطاعوه يحظى القانون بضمانات قوية لتنفيذه بحذافيره.
تلك أهم الاثار الروحية والاخلاقية والاجتماعية للعقيدة ، وما هي الا قليل من كثير.