عقولهم ، ولم يعودوا يقبلوا بالاشياء عن تقليد.
فان الذين يبلغون درجة سامية من العلم لا يمكنهم ان يتعقلوا ربة ذا مواصفات جسمانية واحتياجات على غرار المواصفات والاحتياجات البشرية ولهذا فان امثال هؤلاء يندفعون الى انكار الموضوع من الأساس ، ورفض مسألة الدين من الاصل.
ولهذا سرت «النزعة المادية» في الغرب وتفشت ظاهرة انكار الخالق في اوساط خاصة هي أوساط العلماء وبعض الفلاسفة ممن تحرروا عن التقليد ، وواجهوا قضايا الدين وغيرها بالنقد والتحليل ، والمناقشة والاستفهام ، فوجدوا ما كان يلقى اليهم عن الله وما طالما سمعوه من رجال الكنائس لا يوافق العقل ، ولا يتفق مع العلم فبادروا الى انكار اصل وجوده سبحانه وقد كان السبب في كل ذلك هم أرباب الكنائس ، وما جاء في الكتب المنسوبة إلى السماء من الترهات والتوافه (١) مثل جهل الله وندمه ومغلوبيته.
ولاجل التوضيح نذكر فيما يلي نصاً من العهد القديم :
جاء في الإصحاح الثالث من سفر التكوين من العهد القديم :
«وسمعا صوت الرب الاله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة ، فنادى الرب الاله آدم وقال له : أين أنت فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان»!!! هكذا يصف العهد القديم خالق الكون والهه فهو يتمشى في الجنة ، ويغني ويجهل مخبا آدم!!!
__________________
(١) لاشك أن الكتب السماوية الواقعية لا تحتوي على اية فكرة تضادد احكام العقل السليم فما هو السبب لمثل هذه التوافه انما هو الدس والتحريف الذي تعرضت له تلك الكتب على ايدي القساوسة والبابوات والأحبار.