من تغيرات كمية ضئيلة وخفية الى تغيرات ظاهرة وأساسية أي الى تغيرات كيفية ، وهذه التغيرات لیست تدريجية بل هي سريعة فجائية ، وتحدث بقفزات من حالة الى اخرى.
ان من الواجب فهم حركة التطور لا من حيث هي حركة دائرية ، أو تكرار بسيط الطريق ذاته ، بل من حيث هي حركة تقدمية صاعدة» (١).
وقال انجلز :
«بالامكان تسمية الكيمياء بعلم التبدلات النوعية في الأجسام تلك التبدلات الحادثة عن تأثير تبدلات الكيان الكمي» (٢).
وهذا الأصل موروث من الفيلسوف الالماني «هيجل» الذي مثل له بالمثال التالي الذي يستشهد به الماركسيول في كتاباتهم أيضاً :
ان الماء عند التسخين ترتفع درجة حرارته بالتدريج وتحدث بسبب هذا. الارتفاع التدريجي تغيرات كمية بطيئة ولكن اذا زيدت حرارته إلى درجة (١) فسوف ينقلب في تلك اللحظة من حالة السيلان إلى الغازية وتتحول من الكمية الى كيفية.
كذلك البرودة الواردة على الماء قد تصل إلى حد لا تقبل طبيعته تلك البريودات التدريجية الجزئية بشكلها الخاص فتتحول فجأة وفي آن واحد الى جلید.
وقد استخدم ماركس وأتباعه هذا الاصل الاثبات نظريتهم الاجتماعية وهي ان التغيرات والتحولات الحاصلة في المجتمع ربما تصل الى درجة لا يقدر فيها
__________________
(١) المادية الديالكتيكية والمادية التاريخيةي ص ٨ ـ ٩.
(٢) ديالكتيك الطبيعة ص ٤١ والمادية الديالكتيكية تأليف جماعة من المؤلفين السوفييت ص ٢٢٩.