الأصل عند بحثهم لاصل «صراع المتناقضات» بالتبدلات الكمية إلى «كيفية» (١).
عبروا عند بيان أصل «قفزات التطور» بقانون الانتقال من التبدلات الكمية الى التبدلات «النوعية» (٢).
مناقشة النتائج الثلاث :
وها نحن نناقش النتائج الثلاث التي رتبها الماركسيون على الأصل الحاضر.
أما النتيجة الاولى وهي : كون جميع الحركات صاعدة لا دائرية فنمنع شمولیتها لكل التطورات والتبدلات الحاصلة في شتى مجالات الطبيعة ، وذلك لما قلناه في مبحث الحركة ، من ان الحركة لا ننجر دائماً الى التكامل وحدوث أنواع جديدة ، بل هناك حركات تؤول الى النقص والنزول في الشيء المتحرك ، فلا يصل الدور الى الاصل المذكور (أعني انتهاء التبدلات التدريجية الجزئية الى تكامل كلي ، وحصول نوع أكمل ، فاننا نرى في الطبيعة كثيراً من الحركات الدائرية (الفرجالية) لا يوجد فيها أي تكامل تصاعدي ، وذلك مثل تبدل البيضة الى فرخ والفرخ الى طائر ثم الى بيضة وهكذا ، ومثل تبدل البذرة الى نبتة ، والنبتة الى بذرة وهكذا.
وهذه الأمثلة تنقض النتيجة الاولى التي بناها الماركسيون على الأصل المذكور ، وان حاولوا توجیه وتفسير هذه الحركات الدائرية أيضاً بما يوافق ما ادعوه!
ولعل من أوضح الأدلة على أن بعض الحركات دائرية وليست تكاملية صاعدة مياه البحار فانها تتبخر اثر اشراق الشمس عليها ثم تتحول الى أبخرة
__________________
(١) المادية الديالكتيكية لجماعة من كبار المفكرين الروس ص ٢٥٧.
(٢) نفس المصدر ص ٢٧٧.