ثم الى قطرات المطر ، ثم تنزل وتتحول الى سيول تنحدر الى البحار لتتحول ثانية إلى البخار وهكذا.
فهل يمكن أن تسمى هذه الحركة وأشباهها الكثيرة في الطبيعة بحركة تكاملية صاعدة؟ (١)
نعم يمكن أن يقال ان البذرة الواحدة عندما تتحول الى نبتة أو شجرة تتبدل الى بذور كثيرة ، بدل بذرة واحدة فتصبح التفاحة الواحدة تفاحات كثيرة ، والحنطة الواحدة حبات عديدة من الحنطة ، ولكن هذا التبدل والتطور اليس تطوراً وتبدلاً نوعياً ولا كيفياً ، بل هو تطور وتحول كمي ، كما هو واضح.
فان تبدل بذرة واحدة الى آلاف البذور تحول عددي لا تكامل كيفي ، ولا تحول نوعي ، اذ ليست هناك لا كيفية جديدة ولا نوع جديد.
وهذا يرشدنا الى ان النتيجة الأولى ، وهي ان جميع الحركات الحاصلة في الطبيعة حركات تكاملية صاعدة غير صحيحة لكونها منقوضة بما يخالفها.
يبقى أن نشير هنا إلى ضابطة لمعرفة وتمييز التغيير الكمي عن الكيفي فنقول : ان الظاهرة الطبيعية اذا بقيت بعد تحولها أو خلال هذا التحول محتفظة بآثارها وخواصها ، ولم يوجب التحول فيها الى فقدان آثارها السابقة وبروز آثار جديدة كان تبدلها وتحولها من قبيل التحولات والتبدلات الكمية.
وأما اذا وصلت التحولات والتغييرات الجزئية في ظاهرة ما الى حد فقدت فيه تلك الظاهرة الطبيعية الاثار السابقة وظهرت آثار جديدة ، فعندئذ تكون تلك الظاهرة قد تبدلت الى نوع جديد ، وكيف حادث.
* * *
__________________
(١) والغريب ان الديالكتيكيين عندما يريدون التمثيل لاجتماع المتناقضات يستخدمون مثال البيضة والفرخ ، ولكنهم يتجاهلون هذا المثال هنا لانه لا يتفق مع هذا الأصل!!!