بالله الكامل المطلق يوجب التوجه الى الشخصية والنفس الإنسانية أم أن مثل هذا الاعتقاد ومثل هذا التوجه الى الله انخلاع عن الشخصية وغفلة من الانسان عن واقعه ، يتوقف على بيان امور :
أ ـ الارتباط بالكامل موجب للتكامل
لاشك ان ارتباط الموجود الناقص بالكامل وتوجهه اليه موجب للتكامل.
والتدين ليس في حقيقته سوی ارتباط الكائن الناقص بالموجود الكامل ، المطلق في كماله ، ارتباط الناقص بما هو جمال محض ، وخير محض ، وكمال محض ، ذلك المنزه من كل عيب ، المبرأ من كل نقص.
وبالتالي أن التدين هو الارتباط بالموجود العالم القادر الذي أوجد العالم وارسى دعائمه وخلق الانسان واعطاه مقومات حياته.
فتعقل هذا الموجود العظيم الكامل ، والتوجه اليه يوجب تكامل الانسان ، ورقيه الى قمة الكامل المعنوي والروحي.
كما يوجب أيضاً علم الانسان بالعالم المحيط به ، وما وراءه ، مضافاً إلى انه يخفف من غروره ونخوته ، ويقلل من تكبره وتعنته.
آن توجه الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى يشبه الى حد كبير توجهه نحو العلم وما شاكله ، فهل يصح لاحد أن يقول ان علاقة الإنسان بالعلم والمعرفة والفن والقيم المعنوية والمثل الأخلاقية توجب انفصامه عن شخصيته ، وغيبته عن ذاته ، أم ان مثله في ذلك مثل علاقة التلميذ باستاذه الرؤوف حيث لا يطلب من وراء هذه العلاقة سوى اكمال نفسه ، وتكمیل عقله ، واغناء فكره ، وتنمية مواهبه.
أن مسألة اصالة الانسان التي طرحها «فورباخ» استاد ماركس لا تعني ان نقطع