فهذا هو «سرطان البحر» اذا فقد مخلباً وعرف ان جزء من جسمه قد ضاع سارع إلى تعويضه باعادة تنشيط الخلايا ، ومتى تم ذلك كفت الخلايا عن العمل لانها تعرف بطريقة ما أن وقت الراحة قد حان.
كما ان كثير الارجل المائي ـ وهو حيوان اسفنجي يعيش في المياه الحلوة اذا انقسم قسمين استطاع أن يصلح نفسه عن طريق أحد هذين النصفين.
واذا قطعت رأس دودة الطعم تسارع الى صنع رأس بدلا منه.
ونحن نستطيع أن ننشط التئام الجروح ولكن متى يتاح للجراحين أن يعرفوا كيف يحركون الخلايا لتنتج ذراعا جديدة ، أو لحما أو عظما ، أواظافر أو أعصابا؟.
٤ ـ الحنين الى الوطن :
أن الطيور تعود الى أوطانها مهما ابتعدت عنها فعصفور الهزار الذي عشعش ببابك يهاجر جنوباً في الخريف ولكنه يعود الى عشه القديم في الربيع التالي وفي شهر سبتمبر تطير أسراب معظم طيورنا الى الجنوب وقد تقطع ـ في الغالب ـ نحو ألف میل فوق عرض البحار ولكنها لا تضل طريقها!! والحمام الزاجل اذا تحير ـ من جراء أصوات جديدة في رحلة طويلة داخل قفص ـ يحوم برهة ثم يقصد ـ قدما ـ الى موطنه دون أن يضل!!
وهكذا في الأسماك فان سمك السلمون الصغير يمضي سنوات في البحر ثم يعود الى النهر الخاص به ، والاكثر من ذلك انه يصعد جانب النهر الذي صب عنده النهير الذي ولد فيه ، فما الذي يجعل السمك يرجع الى مكان مولده بهذا التحديد؟!
ان سمكة السلمون التي تسبح في النهر صعداً اذا نقلت الى نهير آخر ،