وشيخوخة يصطلح عليها في الفيزياء بالانتروبي فقد توصل اسحاق نیوتن ، نتيجة تحقيقاته الى أن العالم يتجه ـ باستمرار ـ نحو التفكك والتحلل ، والبرود والاهتراء ، وسيأتي اليوم الذي تتساوى فيه كل الأجسام في حرارتها ، وتغدو كالماء الذي استقر في الأواني المستطرقة بصورة متساوية السطوح ، وحينئذ ستتوقف كل حركة ، ويترك الصخب والضجيج مكانهما للجمود والسكوت ، وتترك الحياة مكانها للموت.
لقد اثبت من خلال دراسته للحرارة انه في جميع التغيرات الحاصلة في الحرارة يتحول قسم من «الطاقة ذات الوجود الحراري» الى «طاقة غير ذات وجود حراري» ولا يمكن العكس أي أن تنتقل الطاقة غير ذات الوجود الحراري الى الطاقة ذات الوجود الحراري.
ويسمى هذا بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي يسمي بقانون الطاقة المتاحة أيضاً.
فهذا الكشف يثبت أن الحرارة تنتقل بصورة تدريجية من وجود حراري الى عدم حراري والعكس غير ممكن ، وهو أن تنتقل هذه الحرارة من وجود حراري عدم الى وجود حراري أكثر ، ويعني هذا أن يأتي وقت تتساوى فيه حرارة جميع الموجودات وحينذاك لا تبقى أية طاقة مفيدة للحياة والعمل والتحرك ، ويترتب على ذلك أن تنتهي العمليات الكيمياوية والطبيعية وتنتهي الحياة.
اذ أن وجود الحركة والحياة في هذا الكون انما هو نتيجة التفاوت والاختلاف الموجود بين أجزائه في الحرارة ، فاذا انتقلت الحرارة من الاجسام الحرارية الى الاجسام الأخرى وتساوت الحرارة في الجميع وحلت البرودة مكان الحرارة لم يبق مجال التفاعل الذي هو نتيجة الاصطكاك بين الأجزاء