نعم أن القول بقدم المادة يتنافى مع توحيد القديم ، ووحدانية الازلي سبحانه وتعالى وستعرف عند بحثنا للصفات الالهية انحصار القديم في الله سبحانه دون سواه.
أما البرهان الحاضر (اعني برهان حدوث المادة) فهو يقوم على اثبات حدوث المادة ، ولهذا فاننا نهدف هنا الى اثبات وجود الخالق من خلال اثبات حدوث المادة ، وتواجدها بعد العدم ، وابطال أزليتها.
ولما كنا في غنى عن البحث في اي شيء سوى اثبات حدوث نفس المادة نركز البحث عليه فاذا ثبت حدوثها ألحقنا بها الكبرى ، وهي القاعدة المسلمة عند الجميع اعني «احتياج كل حادث الى علة» وحصلنا على المطلوب وهو احتیاج هذا العالم الى خالق محدث له.
ولأجل ذلك نشرع في هذا الأمر فنقول :
اثبات حدوث المادة
ان حدوث المادة يمكن اثباته بطريقين :
الأول) : الطريق العلمي الذي يستند الى معطيات الفيزياء الحديثة والعلوم الطبيعية والتجريبية.
الثاني) : الطريق الفلسفي الذي يعتمد على البراهين العقلية والفلسفية.
وها نحن نبدأ بالاول ثم نذكر الثاني بعده.
* * *
حدوث المادة من زواية العلم التجريبي :
لقد اثبتت العلوم الطبيعية الحديثة أن الكون يسير باتجاه موت حراري